لم يعد الذكاء الاصطناعي يقتصر على الإجابة عن الأسئلة أو كتابة النصوص، بل بات يلعب دور “المساعد الشخصي” الذي يمكنه إضافة منتجات إلى عربة التسوق الخاصة بك أو حجز طاولة في مطعم.
لكن عندما يتعلق الأمر بقرارات الشراء، يبدو أن ما تحصل عليه يختلف تمامًا حسب المنصة التي تستخدمها.
فوفقًا لتحليل أجرته شركة BrightEdge، فإن توصيات العلامات التجارية تتباين بين أدوات الذكاء الاصطناعي بنسبة تصل إلى 61.9% من الاستفسارات، بحسب تقرير نشره موقع “digitaltrends” .
الأخطر أن المنصات الثلاث الرئيسية – شات جي بي تي وميزة Google AI Overview، ووضع الذكاء الاصطناعي في بحث “غوغل” – لم تتفق سوى في 17% فقط من الحالات على نفس العلامة التجارية.
أرقام تكشف المفاجأة
يوصي شات جي بي تي بمتوسط 2.37 علامة تجارية لكل استعلام، لكنه يتجنب ذكر أي علامات تجارية في 43.4% من الحالات.
Google AI Overview أكثر سخاءً، حيث يعرض نحو 6 علامات تجارية لكل استعلام، ويتجنب ذكر العلامات التجارية في أقل من 10% من الحالات.
وضع الذكاء الاصطناعي في بحث “غوغل” يأتي في المرتبة الأخيرة بمتوسط 1.59 علامة تجارية فقط.
الأمر لا يقتصر على الكمّ، بل يمتد إلى الشفافية، فأدوات “غوغل” ترفق توصياتها بمزيد من الاستشهادات والمصادر – بمتوسط 14 استشهادًا لكل إجابة – مقابل أقل من استشهاد واحد لدى شات جي بي تي.
تأثيرات على مجالات حساسة
الاختلافات لا تقتصر على التسوق فقط، فالتباين بين أدوات الذكاء الاصطناعي بلغ 68.5% في التوصيات المتعلقة بالرعاية الصحية، و62.1% في التعليم، و57.9% في التمويل، ما يثير تساؤلات حول دقة وموثوقية هذه التوصيات.
النتيجة الواضحة أن الاعتماد على أداة ذكاء اصطناعي واحدة قد لا يمنحك الصورة الكاملة.
إذا كنت تبحث عن حذاء، قميص، أو حتى هاتف ذكي، فمن الأفضل مقارنة النتائج بين أكثر من منصة للحصول على خيارات واقعية ومتوازنة.
فبينما يفضّل بعض المستخدمين قلة الخيارات التي يعرضها شات جي بي تي لتبسيط عملية الاختيار، يرى آخرون أن اتساع التوصيات في أدوات “غوغل” يمنحهم فرصة أفضل لاتخاذ قرار شراء مدروس.
الذكاء الاصطناعي غيّر تجربة التسوق، لكنه لم يجعلها أبسط بالضرورة. للحصول على أفضل النتائج، قد تحتاج إلى الجمع بين شات جي بي تي وأدوات “غوغل” بدل الاعتماد على واحد منهما فقط.