قبل نحو عقد، كان كثيرون على استعداد لإعلان شركة فائزة في قطاع التقنية. وكما رأى خبراء الأعمال، فقد تفوقت حفنة من منصات التقنية الكبرى على ما سواها. وقد سماها سكوت غالاوي، الأستاذ بجامعة نيويورك، باسم “الأربعة”، أما جيم كريمر، مقدم البرامج لدى “سي إن بي سي” فاختار لها اسم (FAANG) – وهي كلمة مؤلفة من الأحرف الأولى لأسماء شركات ”فيسبوك“ و“أبل“ و“أمازون“ و“نتفليكس“ و”جوجل” – وذلك بناء على أداء أسهمها. فيما ابتكرت مجموعة ”غولدمان ساكس“ اختصاراً آخر من الأحرف الأولى هو (GAFAM) مع فارق أنها اختارت ”مايكروسوفت“ بدلاً عن ”نتفليكس“.
بعد ما يقرب من عشر سنوات، لا يقتصر السؤال الأكثر إثارة للاهتمام، والذي لم يُحلل بالقدر الكافي، على كيفية اكتساب هذه الشركات للهيمنة فحسب، بل أيضاً على كيفية حفاظها عليها.
لقد نما كثير من شركات التقنية بقوة ثم انهارت منهزمةً أمام الأحدث أو الأفضل أو الأكثر رواجاً. إذا كيف استطاعت المنصات الرئيسية، في معظمها، تجنب هذا المصير؟
عند التدقيق، نجد أن نماذج أعمال منصات التقنية قد أسيء فهمها. إن استمرار نجاح المنصات لا يرتبط بأي براعة تقنية أو حتى استثمارات في الذكاء الاصطناعي كما قد يظن المرء. بل إن هيمنتها الدائمة تعتمد على ما يمكن أن نسميه رهاناً ذكياً طويل الأجل على كسل الإنسان.
منذ عام 2015 تقريباً، استثمرت ”فيسبوك“ و”جوجل” و“أمازون“ وغيرها بكثافة في إنشاء بيئات مريحة مصممة لجعل التحول إلى المنافسات يبدو أمراً صعباً جداً. أما الآن نجد هذه الشركات تضخ مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي – ومن المفارقات أن ذلك يهدف إلى درء أي تحدٍ من شركات الذكاء الاصطناعي الأحدث من خلال تقليل احتمالية رغبة المستخدمين في التخلي عن الفقاعات المريحة التي عودتنا عليها.
