أكد الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت مدير مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، أنّ التحول الرقمي المدفوع بالبيانات والذكاء الاصطناعي له دورٌ عالميٌ محوريٌ يؤثر في الاقتصادات والحكومات والمجتمعات والأفراد.
وأوضح أن هذه التقنيات تعمل على إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي والتأثير في العلاقات الدولية، وفي إزالة الحدود بين الدول وإطلاق العنان للابتكار، وتغيير كل جانب من جوانب حياتنا تغييرًا كبيرًا، وعلى نحو غير مسبوق.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بالمؤتمر الختامي لأعمال مبادرة (GREAT FUTURES) بالتزامن مع الاجتماع الخامس لأعمال الجانب الاقتصادي والاجتماعي في مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي – البريطاني الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ورئيس وزراء المملكة المتحدة السيد كير ستارمر.
وقال عصام الوقيت: “إن التطبيقات الشاملة هي من الأمثلة التي غيرت قواعد اللعبة في التحول الرقمي حيث يتمكن المستخدمون من خلالها من الوصول بسهولة إلى مجموعات متنوعة من الخدمات الرقمية المقدمة من العديد من مزودي الخدمة”.
ونوه بأن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقوم بتطوير وتشغيل التطبيق الوطني الشامل “توكلنا” الذي يستفيد منه أكثر من 34 مليون مستخدم بين أيديهم أكثر من ألف خدمة من أكثر من 140 مزود خدمة.
وأضاف أنّ من الأمثلة البارزة الأخرى منصة “أبشر” التي أسهمت بتقليل الحاجة إلى المراجعات الحضورية للجهات الحكومية، مما نتج عنه تخفيف الاكتظاظ في المكاتب الحكومية والزحام في الطرقات.
وأظهرت دراسة سابقة أنّ منصة “أبشر” على مدى ثلاث سنوات من العام 2018 حتى العام 2020 أسهمت في خفض استخدام الأوراق بنحو 560 مليون ورقة وخفض انبعاثات الكربون بنحو 500 مليون كيلوغرام مما أدى إلى توفير أكثر من 17 مليار ريال سعودي سنويًا.
وشدد على أهمية البيانات بوصفها القلب النابض للتحول الرقمي، مبينًا أنّ البيانات الوطنية على وجه الخصوص هي بمثابة ركيزة أساسية للتحول الرقمي في المملكة، وتمكن مجموعات البيانات الدقيقة والشاملة الحكومات من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن التحول الرقمي، وتعزيز الحوكمة الرقمية، وصياغة سياسات رقمية أفضل وتنفيذها.
وأشار إلى أنّ “سدايا” أطلقت الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي جزءًا من رؤية المملكة 2030، بهدف الارتقاء بالسعودية إلى الريادة عالميًا ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وحققت السعودية تقدمًا بارزًا في تقرير مخزون البيانات المفتوحة لعام 2024 (ODIN) الصادر عن (Open Data Watch)، وصعدت إلى المرتبة الـ 41 عالميًا متقدمة بذلك 28 مرتبة مقارنة بعام 2022، وتقدمت السعودية بين دول (G20) من المرتبة الـ 15 إلى المرتبة الـ 9.
وبين في هذا الصدد أنّ “سدايا” تدير “بنك البيانات الوطني” الذي يضم أكثر من 385 نظامًا متكاملًا بهدف تمكين معالجة البيانات وتسريع تبادلها وتحسين جودة البيانات الوطنية.
وتحتوي منصة البيانات المفتوحة على أكثر من 12 ألف مجموعة بيانات مفتوحة يمكن للباحثين والمبتكرين وصناع السياسات الوصول إليها.
ولفت النظر إلى أنّ الحكومات تؤدي دورًا محوريًا في تعزيز التحول الرقمي من خلال تحديد الرؤية، وتمكين الاتصالات والبنية التحتية الرقمية، والتنظيم المسؤول، وضمان الشمولية، ويمتد تأثيرها إلى صناعة السياسات، والاستثمار، وتشجيع الابتكار.
وتدير “سدايا” أصول البنية التحتية الرقمية الحكومية الأساسية، وتعمل على تشغيل منصات وطنية مختلفة، وتتأكد هيئة الحكومة الرقمية من تنسيق جهود التحول الرقمي وشفافيتها وتمحورها على الإنسان، وتعمل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني من جهتها على حماية البيانات والأصول الرقمية.
وقال إن السعودية قفزت 25 مركزًا في مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية 2024م، لتصبح من الدول الرائدة عالميًا، وحققت المركز الرابع عالميًا، والأول إقليميًا، والثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر الخدمات الرقمية.
وأوضح خلال الجلسة أهمية الشراكات الدولية في نجاح التحول الرقمي بشكل عام والابتكار بشكل خاص، وتحتاج البلدان إلى التعاون من أجل مستقبل رقمي أكثر شمولًا وابتكارًا.