أعلنت Google عن منصة Google Antigravity كجزء من إطلاق Gemini 3 Pro، لتقدّم جيلاً جديداً من بيئات التطوير المعتمِدة على الوكلاء الذكيين (Agent-First). تتيح Antigravity لوكلاء الذكاء الاصطناعي التحكم في المحرّر، وسطر الأوامر، والمتصفّح، وتنفيذ مهام تطوير معقّدة مع توفير أدلة واضحة على ما قاموا به خطوة بخطوة.
ما هي Google Antigravity؟
تُعد Google Antigravity بيئة تطوير متكاملة (IDE) ومنصة تطوير “وكيلة” متوفّرة لأنظمة Windows وmacOS وLinux. تعتمد المنصة على نموذج Gemini 3 Pro، مع دعم نماذج أخرى من جهات خارجية، لتمنح المطوّرين تجربة ترميز تعتمد على وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على التخطيط والتنفيذ والتحقق من النتائج.
بدلاً من الاكتفاء باقتراح أسطر كود، يمكن للمطوّر أن يطلب من Antigravity إنشاء ميزة كاملة، أو إعادة هيكلة جزء من المشروع، أو تشغيل الاختبارات، أو التحقّق من واجهة الويب في المتصفّح – مع الاحتفاظ بسيطرة بشرية كاملة على ما يحدث.
تصميم Agent-First ودعم الوكلاء المتعدّدين
تم تصميم Google Antigravity من البداية ليكون مبنيّاً حول الوكلاء الذكيين، وليس مجرّد محرّر كود مع صندوق محادثة. يدعم النظام:
- الوصول إلى المحرّر: حيث يمكن للوكلاء إنشاء الملفات وتعديلها وإعادة هيكلة الكود.
- الوصول إلى سطر الأوامر: لتشغيل الأوامر والاختبارات وأدوات البناء والتجميع.
- التكامل مع المتصفّح: عبر إضافة متصفّح مخصّصة تتيح للوكلاء فتح واجهات الويب، التفاعل معها، والتحقّق من سلوك التطبيق بعد التعديلات.
هذا التصميم يسمح لـ Antigravity بالتعامل مع سيناريوهات شاملة من طرف إلى طرف، مثل بناء واجهة جديدة بالكامل، وتوصيلها بـ API، وتشغيل الاختبارات، ثم التحقّق من النتيجة في المتصفّح بدون تدخّل يدوي في كل خطوة صغيرة.
وضعا العرض: Editor View و Manager View
توفر Google Antigravity وضعين رئيسيين للعمل حسب احتياج المطوّر أو الفريق:
- Editor View: واجهة تشبه بيئات التطوير المعروفة، مع قائمة ملفات ومحرّر كود ووكيل ذكاء اصطناعي في لوحة جانبية. يمكن للمطوّر العمل بشكل تقليدي وطلب المساعدة عند الحاجة، مثل “حوّل هذا المشروع إلى TypeScript” أو “حسّن أداء هذه الاستعلامات”.
- Manager View: لوحة تحكّم عالية المستوى تعمل كـ “مركز قيادة” لإدارة وكلاء متعدّدين عبر مشاريع أو مساحات عمل مختلفة، ومتابعة تقدّمهم وتوزيع المهام الطويلة أو المتوازية بينهم.
بهذا الأسلوب يمكن استخدام Antigravity من قبل مطوّر واحد، أو من قبل فريق كامل يرغب في تشغيل وكلاء متعدّدين على أجزاء مختلفة من المنظومة.
Artifacts: أدلة عمل قابلة للتحقّق
واحدة من أهم مزايا Google Antigravity هي ما تسميه Google بـ Artifacts (القطع أو المخرجات التوثيقية). بدلاً من إظهار سجل تقني معقّد، تقوم Antigravity بإنشاء مستندات مفهومة للبشر أثناء عمل الوكلاء، مثل:
- قوائم مهام توضّح كيف تم تقسيم المهمة إلى خطوات.
- خطط تنفيذ تشرح التغييرات المتوقّعة على الكود.
- لقطات شاشة وتسجيلات متصفّح تُظهر سلوك التطبيق بعد التعديلات.
- تقارير ختامية (Walkthrough) تلخّص ما تم تنفيذه ولماذا.
توفر هذه الـ Artifacts شفافية عالية وتجعل مراجعة عمل الوكلاء، أو تدقيق التغييرات، أو توثيقها لأغراض الحوكمة والامتثال أسهل بكثير.
مبادئ التصميم: الثقة، الاستقلالية، التغذية الراجعة، والتعلّم المستمر
تذكر Google أن Antigravity تعتمد على أربعة مبادئ أساسية:
- الثقة: من خلال إظهار المهمة والخطة والنتائج بوضوح، وليس الاكتفاء بإخراج الكود فقط.
- الاستقلالية: تمكين الوكلاء من تنفيذ مهام طويلة أو معقّدة بشكل غير متزامن دون الحاجة إلى توجيه بشري في كل خطوة.
- التغذية الراجعة: يمكن للمطوّر التعليق مباشرة على الـ Artifacts أو نتائج الوكلاء، ليتم أخذ هذه الملاحظات في الاعتبار في الدورات اللاحقة.
- التعلّم المستمر: يستفيد الوكلاء من الأعمال السابقة، ويحتفظون بأنماط وحلول نجحت من قبل، ما يجعلهم أكثر فاعلية مع مرور الوقت.
النتيجة هي بيئة تطوير يشعر فيها المطوّر أن لديه زميلاً ذكياً يعمل معه، وليس مجرد أداة تكمل أوتوماتيكياً بضعة أسطر من الكود.
تكامل عميق مع Gemini 3 ومنظومة Google AI
ترتبط Google Antigravity ارتباطاً وثيقاً بمنظومة Gemini 3. يمكن للمطوّرين استخدام نفس النماذج في Google AI Studio وVertex AI وواجهة Gemini API، ثم الانتقال إلى Antigravity للاستفادة من الوكلاء والـ Artifacts في إدارة دورة حياة الكود بشكل أعمق وأكثر أتمتة.
بهذا الشكل تتحوّل Antigravity إلى محور عمل للمشاريع المعتمدة على Gemini 3، من مرحلة الفكرة الأولية، إلى الاختبار، إلى التطوير المستمر.
أهم حالات الاستخدام للمطوّرين والفرق
يمكن استخدام Google Antigravity في مجموعة واسعة من السيناريوهات، من بينها:
- بناء تطبيقات جديدة: إنشاء مشروع جديد بالكامل من موجه نصّي واحد، بحيث يتولّى الوكلاء إعداد الهيكل، وتكوين الأدوات، وإنشاء مسارات البناء والنشر.
- تحديث الأنظمة القديمة: ترحيل قاعدة كود قديمة إلى إطار عمل أو لغة أحدث مع المحافظة على الاختبارات والسلوك الحالي للتطبيق.
- توليد الاختبارات وصيانتها: طلب من الوكلاء إنشاء اختبارات مفقودة، أو تحديث اختبارات قديمة، أو تحسين تغطية الاختبارات.
- تحليل الأخطاء: استخدام السجلات (Logs) والاختبارات الفاشلة لمساعدة الوكلاء على تحديد المشكلة واقتراح حل والتحقّق منه.
- تنظيم العمل على مستوى الفريق: توزيع الوكلاء على خدمات أو وحدات مختلفة وإدارتهم من خلال Manager View لمهام متوازية ومنسّقة.
التسعير والتوفّر ومتطلّبات النظام
تتوفر Google Antigravity حالياً في مرحلة معاينة عامة (Public Preview) بدون رسوم اشتراك، مع حدود استخدام “سخية” لنموذج Gemini 3 Pro داخل المنصة. تُجدّد هذه الحدود بشكل دوري خلال اليوم، ما يمكّن معظم المطورين والفرق من اختبار المنصة في العمل اليومي.
تعمل Antigravity على الأنظمة التالية:
- Windows
- macOS
- Linux
كل ما يحتاجه المطوّر هو تنزيل التطبيق، تسجيل الدخول بحساب Google، ربطه بمستودعات Git وأدوات التطوير المعتادة، ثم البدء في تجربة العمل مع الوكلاء الذكيين.
لماذا تُعَدّ Google Antigravity خطوة مهمّة لسوق التطوير؟
تمثّل Google Antigravity نقلة من عالم “مساعدات الكود” التقليدية إلى منصات تطوير تعتمد بالكامل على الوكلاء الذكيين. من خلال الجمع بين Gemini 3، ووكلاء متعدّدين، وArtifacts قابلة للتحقّق، تقدّم Google نموذجاً عملياً لكيفية عمل فرق التطوير في السنوات القادمة.
بالنسبة للمطوّر الفرد، تعني Antigravity تسريع التعلّم والإنجاز. وبالنسبة للشركات والمؤسسات، فهي أداة لبناء عمليات تطوير معيارية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مع حوكمة ووضوح وشفافية منذ اليوم الأول.
مع تطوّر Antigravity بعد مرحلة المعاينة، من المتوقّع أن تصبح إحدى أهم نقاط الدخول إلى منظومة Gemini، وأن تنافس بقوّة بيئات التطوير المعزّزة بالذكاء الاصطناعي الموجودة اليوم.
